اسمه الحقيقي ميل بن صهيون كوفيسكي كما تقول مصادر عدة، وعندما قرر الاستيطان في فلسطين اختار له اسم بنيامين نتن ياهو، وياهو اسم إله أوغاريتي.
ولد النتن من أب بولندي وأم أمريكية يهودية متطرفة، في يافا كما يُقال سنة ١٩٤٩، ومصادر أخرى تقول إن اسمه عطا الله شاؤول، كالقناة الصهيونية الثانية، التي تؤكّد أن أصله من يهود السودان، حيث ولد في مدينة حالوف سنة ٤٩، وهو يجيد اللغة العربية كما يجيد اللهجة النوبية، وهاجرت جزء من عائلته إلى فلسطين المحتلة، والجزء الثاني من عائلته هاجر إلى أمريكا، وله أقارب من ذوي البشرة الداكنة.
لكنه سواء كان بولنديًا أو أمريكياً، أو غيره، فهو يحق له بامتياز الحصول على البطولة في الإفك والبهتان والكذب والتزوير، لكن أمرًا واحدًا فقط لا غير صدق فيه، لقد اعترف بلسانه إنهم قتلة، منذ نشأة الحركة الصهيونية وهم يقتلون كل من يقف في وجه مخططاتهم الخبيثه الدنيئة مثلهم، متخصصون في عمليات القتل والاغتيال،
وضحاياهم من جون كينيدي إلى رابين إلى رفيق الحريري، إلى آلاف المناضلين في فلسطين، منذ عهد عزّ الدين القسام حتى إسماعيل هنية، مرورًا بغسان كنفاني وأبو جهاد وأبو إياد وعرفات والشيخ ياسين وعبدالناصر والملك فيصل وغيرهم المئات، وهنيئا لكل الشجعان نيلهم الشهادة.
لكني لم أفهم ماذا يعني ويقصد حين نطق النتن في إحدى تصريحاته قائلا: سنغير الحمض النووي! هل يقصد عن طريق الحقن المجهولة التي يحقن بها الجيش الصهيوني أغلب الأسرى الفلسطينيين؟
أم يقصد الحقن التي دخلت في أجسام أغلب سكان العالم بعد كذبة الكوفيد؟
لقد أثبتت جائحة فيروس كورونا أن الصهيونية تحكم العالم أجمع، وجاء طوفان الأقصى ليغير المعادلة.
شلال الدماء الهادر في غزة والضفة غيّر المعادلة فعلاً، ولم تعد الصهيونية تحكم العالم، تفتحت العقول وبدأت ترسم العالم الجديد، ونتقدم بالشكر والعرفان لكل إنسان أجنبي وقف مع الحق العربي الفلسطيني والإنساني، وواجه خطر الصهيونية وقاوم.
البعض خسر عمله والبعض الآخر زُجّوا في السجون وخسروا حريتهم، لكنهم لم يتنازلوا عن مبادئهم ومواقفهم الإنسانية، ونحيي العديد من المثقفين والمفكرين والطلبة اليهود الذين صرخوا رافضين أن تتم حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني باسمهم وباسم اليهودية.
ومن مهزلة القدر أن يتم ابعاد الشيخ عكرمة صبري والشيخ محمد سليم خطيبا المسجد الأقصى عن الحرم القدسي، والشيخ عكرمة ظل خطيبًا لمدة تزيد عن نصف قرن من الزمان، وقد وُلد قبل النكبة بعشر سنين، أية مهزلة! أهذه ديمقراطيتهم التي يتشدقون بها؟
نعود إلى النتن، زوجته الحالية هي سارة ولدت عام ٥٨، ويرتبط اسمها مثله بالفساد والرشاوي وانتهاك حقوق العمال، أما زوجته الأولى اسمها ميكي، تزوجها ٧٨، ثم تزوج فلور كاتس عام ٨١ ، ثم تزوج سارة الصهيونية.
شغل النتن مناصب عدة مثل مدير معهد يوناتان الأعوام ٧٨-٨٠، ثم مساعد سفير الكيان الصهيوني في واشنطن، ومنذ ٨٤ حتى ٨٨ مندوب الكيان في الأمم المتحدة، والتي لا يعترف بها ولا بقراراتها حالياً، والحروب التي شنّها النتن على غزة خمسة، الأولى عام ٢٠١٢ ، وأطلقت المقاومة عليها (حجارة السجيل)، والثانية (العصف المأكول) عام ٢٠١٤، ثم الثالثة ٢٠١٩، (صيحة الفجر)، والرابعة (سيف القدس) عام ٢٠٢١، والخامسة ٢٠٢٢، (وحدة الساحات)، وهذه الحرب السادسة، (طوفان الأقصى) في اكتوبر ٢٠٢٣، التي شكّلت فارقاً واضحًا. وكل تلك الحروب دفع الشعب الفلسطيني ثمنها من دماء شبابه وشيوخه ونسائه وأطفاله، وظل صامدًا مقاومًا على أرضه، وحتمًا سيزول النتن كما اندثر شارون، وسيظل شعب الجبارين الأسطوري البطل خالدًا يقاوم حتى التحرير والنصر.
----------------------
بقلم: د. أنيسة فخرو
* سفيرة السلام والنوايا الحسنة
المنظمة الأوروبية للتنمية والسلام
